٢٨‏/٠٣‏/٢٠٠٩

كامب ديفيد والسيادة المفقودة



صدعت رؤسنا كتابات لبعض المفكرين المصريين - هكذا يدًعون - أثناء حصار نظمنا المباركي لغزة وما نجم عنه من دخول الغزاويين أرض سيناء الحبيبة طلباً للطعام والشراب الذي تم منعهم منه عقاباً لهم على إختيار نهج المقاومة وإنتخابهم حماس وإصرارهم على مشروعها الجهادي

كتب هؤلاء الكتاب وهم يصرخون كمن فقد أبنه أن السيادة المصرية في خطر وأن الغزاويين جاروا على السيادة المصرية وأن الفلسطينيين سيحتلون سيناء وأخرين يشطحون بخيالهم بأن هذا إتفاق جرى بين حماس والصهاينة لتسكين الفلسطينيين أرض سيناء لعمل دولة عليها وأخرون يطالبون الحكومة بتلقين هؤلاء الجياع درسا لا ينسوه وأخرون تكلموا عن المساعدات المصرية للقضية الفلسطينية وكأنها منَة تمنها عليهم مصر
وأخرون وأخرون وأخرون ....

هؤلاء جميعا لم نسمع لهم رأياً في السيادة المصرية الحقيقية على سيناء !!!!

تلك السيادة المفقودة التي سلبتها إيانا إتفاقية الذل والعار إتفاقية كامب ديفيد والتي نصت في

بنودها على الأتي
سيناء تقسم إلى 3 مناطق أمنية أ ، ب ، جــ

المنطقة أ بعرض 58 كم وتبدأ بقناة السويس وحتى حدود المنطقة ب

لا يتجاوز عدد الجيش بها عن الأتي
- 22 ألف جندي من القوات الميكانيكية مشاة
- 230 دبابة
- 126 مدفع ميداني
- 126 مدفع مضاد للدبابات 37مم
- 480 مركبة

المنطقة ب بعرض 109 كم وتشكل وسط سيناء وبها الممرات الإستراتيجية ( متلا -

الخاتمية - الجدي )

- 4 الالاف جندي حرس حدود

المنطقة جـ بعرض 33 كم وتبدأ من حدود المنطقة ب وحتى حدود مصر الدولية مع فلسطين وليس بها سوى قوات الشرطة المصرية وحوالى 1400 من القوات المتعددة الجنسيات تحت القيادة الأمريكية والتي تستنفذ ميزانية قدرها 65 مليون دولار سنوياً تتحمل مصر نصفهم ( أي 32.5 مليون دولار )

وهذه القوات لا تستطيع مصر بحسب الإتفاقية أن تطلب رحيلها إلا بموافقة جماعية من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ( الولايات المتحدة الأمريكية - المملكة المتحدة - فرنسا - روسيا - الصين )

وأيضاُ تحظر الإتفاقية على مصر إنشاء أي موانيء أو مطارات عسكرية على أرض سيناء



مما سبق يتبين لنا حجم السيادة المصرية على سيناء

مصر بعد كامب ديفيد أيها السادة الكرام لا تجرأ أن تتعدي المنطقة ب بأي قوات من الجيش المصري والمعروف أن بها ممرات سيناء الإستراتيجية والتي عبرها تستطيع أن تسيطر على سيناء قاطبة

مصر بعد كامب ديفيد لا تستطيع أن تحمي سيناء ولا أن تتواجد حتى داخلها بقوة تحميها

مصر بعد كامب ديفيد بها قوات أجنبية لا تستطيع إخراجها إلا بموافقة جماعية من مجلس الظلم الدولي

هل بعد هذا سيادة ؟؟؟؟
وما هذه المهانة ؟؟؟؟
وكيف نقبل بهذا ؟؟؟
وما هي المكاسب التي عادت علينا من إتفاقية عمقت الخلاف والإنقسام العربي وحرمت مصر من دورها بالمنطقة ومن قيادتها إياها ؟؟؟؟؟
هل كامب ديفيد حققت لمصر ما تريد أم أنها حققت لليهود أكثر مما أرادوا يوماً ؟؟؟؟

صدق من أطلق عليها معاهدة الإستسلام بعد أن أصبحت سيناء بين أيدي اليهود يأخذونها وقتما شاءوا

١٤‏/٠٣‏/٢٠٠٩

البشير لن يكون الأخير




ما حدث للرئيس السوداني عمر البشير تعد مهزلة من جميع الجوانب
الرجل أستطاع أن يدخل موسوعة جينس كأول رجل على رأس السلطة يصدر بحقه قراراً بتوقيفه من محكمة الجنايات الدولية
العجيب في الأمر والغريب أن مقدم مذكرة الإدعاء المدعو أوكامبو لم يزر السودان ولو لمرة !!!!
نحن هنا بصدد محاكمة رئيس دولة لها سيادة لا لجرم أرتكبه أكثر مما هو معاقبة سياسية تحركها أصابع خفية لتفتيت السودان لعدة دويلات فما فشلت فيه في فرض عقوبات على السودان حين لم يأتي بنتيجة قررت سلك مسلك أخر وفي ذلك تظهر عدة أسئلة
1- هل سيكون البشير هو البداية لمحاكمة الدول المارقة ( على حد تعبير الإدارة الأمريكية ) بطريقة أخرى ؟؟
2- لماذا لم يصدر مذكرة توقيف بحق من فعلوا وأشرفوا وتفاخروا بقتل ألاف الأبرياء المدنيين العزل في مذابح جماعية مع العلم أنهم الأن ليسوا على رأس حكومات وجرائمهم أشد بكثير مما قد يشطح به فكر الرئيس السوداني و موثقة بالصور والأدلة الدامغة على أرتكابهم جرائم حرب فـــ ( قانا الأولى - 28 إبريل 1996 - والثانية - يوليو 2006 - وصابرا وشاتيلا - سبتمبر 1982 - ودير ياسين - أبريل 1948 - قرية سعسع - 14 فبراير 1948 - مذبحة الحرم الإبراهيمي - فبراير 1994 - مجزرة غزة - يناير 2009 - العراق - منذ 2003 وحتى الأن - وغيرها الكثير ..... ) وأعداد الشهداء والجرحى تعدت الألاف بكثير والجرحى كذلك غير الأسرى والمشردين وأغلب هؤلاء من الأ"فال والنساء وكبار السن .
وأسماء مرتكبي تلك الجرائم ثابتة معروفة بل ويتم إستقبالهم من قبل قادتنا بالأحضان والقبلات وكأنهم أولياء لم يوغلوا في الدم العربي وإليكم بعض منها ( اسحاق رابين - موشى ديان - آرئيل شارون - تسيبي ليفني - إيهود باراك - بنيامين نتنياهو - شمعون بيريز - جولدا مائير -جورج بوش الأبن والأب ) ؟؟؟؟!!!!
3- كيف سيتعامل القادة العرب بحق مذكرة توقيف البشير ؟؟؟ وهل يتخذها القادة كإنذار لهم أن الدور أت عليهم لا محالة ؟؟؟؟ أم أنهم سيزدادون تقرباً وتزلفاً وركوعا ً أمام بلاط المندوب السامي الإسرائيلي والأمريكي حتى لا يكونوا كالبشير ؟؟؟؟ هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه أحد قادتنا وأصحاب العبور العظيم والإنجازات الرائعة يبكي وينوح ويقول أُكلت يوم أُكل الثور الأسود ؟؟؟؟

أظن أن الأيام وحدها قادرة على الإجابة على هذه التساؤلات