٣١‏/١٢‏/٢٠٠٨

برامج التوك شو بين الهجوم على حماس وتجميل وجه النظام المصري


على مدار الأربع الأيام الماضية تابعت كما تابع الملايين من أبناء الإسلام قاطبة ما يحدث في غزة من دمار شامل من يوم السبت الماضي وإلى الأن وجلسنا وقلوبنا تمتلأ غضباً لما يحدث ولما يجري على أرض غزة وأنتظرت كما أنتظر ملايين المصريين تصريحات الرؤساء العرب فجاءت التصريحات والبيانات العربية هزيلة كعادتها لا تردع محتل ولا تخيف غاصباً ، فشرعت في ترتيب الأحداث في ذهني فوجدت الأتي ولعلى أكون مخطئاً :

يوم الخميس 25/12/2008
تسيبي ليفني وزيرة خارجية ما يسمى بإسرائيل ( الكيان الصهيوني ) تجتمع مع وزير خارجية مصر السيد المبجل \ أحمد أبو الغيط ثم تخرج بعد الإجتماعات المطولة مع سيادته ومع سيادة الرئيس خرجت على أثر هذه الإجتماعت وهي متكئة على نظيرها المصري ثم أطلقت تصريحات تهديدية لحماس ولقطاع غزة كله متوعدة حماس بأن الوضع لن يبقى على ما هو عليه وبجانبها الوزير المحترم لم يرد كلمتها ولم يستهجن ولو بتعابير وجهه .

يوم الجمعة 26/12/2008

المسئولين المصريين يطمئنون المسئولين الفلسطينيين بإن إسرائيل لا يمكنها ضرب غزة .

يوم السبت 27/12/2008 فجراً
بدأت الضربات الجوية الإسرايلية بكثافة بطائرات F16 على أهداف بعينها كان قد جمعها لها عملاؤهم داخل القطاع ومنها مركز للشرطة كان يستعد لتخريج دفعة جديدة وتم قصفه فأستشهد من أستشهد ومن بينهم قائد الشرطة .

فنظرت إلى مسئولينا المصريين الخائفين على مصلحة الفلسطينيين والذين يدافعون عن العرب كل العرب ( كما يدعون هم ) وانتظرت طويلاً أن يفتح معبر رفح ( المصري الفلسطيني ) لا أقول لدخول الجيش المصري للدفاع عن أهلنا في غزة ولا أقول لإمداد أهل غزة بالسلاح معاذ الله فإني أعلم أن مسئولينا قد جبنت أنفسهم أن يقدموا على مثل هذه الأعمال ولكن أنتظرت أن يفتح المعبر لعبور الإغاثات الإنسانية وأستقبال الجرحى وهذا أضعف ما نريد ، ولكن يطول الإنتظار ولا من مجيب وتسير القوافل الإغاثية من جميع أنحاء الجمهورية لإغاثة أهل غزة فتتصدى لها قوات الأمن وكأنهم يحملون المخدرات ليس الطعام والدواء وتوقفها لتعود إلى القاهرة شاكية إلى ربها تعنت المسئولين عن أمر البلاد والعباد .

من يوم السبت 27/12/2008 عشاءً وحتى الأن

خرجت المسيرات تجوب أنحاء الإسكندرية والقاهرة وجميح أرجاء الجمهورية والجامعات رغم الإمتحانات في أعداد مهيبة قد تصل إلى عشرة ألاف في المسيرة الواحدة في بعض الأحيان .
ويمر اليوم الأول فالثاني والثالث دون أن يقدم المسئولون أي حلول للقضية ولا لفتح معبر رفح ولكن ذراً للرماد في العيون يبعثوا بخمس شاحنات للدخول إلى غزة ليس عبر معبر رفح ( المصري - الفلسطيني ) ولكن عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه القوات الصهيونية.


ث
م يحاولون إقناعنا بأن مصر لم تشترك مع الصهاينة في التحضير لهذه الهجمة الشرسة وما زاد شكوكي تلك الهجمة المنظمة من الإعلام المصري ومن برامج التوك شو فهذا برنامج الإعلامي الكبير عمرو أديب في أول يوم لقصف غزة يأتينا بموضع لا أدري أهو مكانه أو زمانه فيتكلم عن النكسة المصرية في الألومبياد ببكين ؟؟؟!!! فأين غزة ؟؟؟؟

تأتي غزة مع ذاك الإعلامي بدأً من ثاني أيام القصف وبعد أن صارت حصيلة الشهداء 250 شهيد ليس لرفع روحهم المعنوية ولكن للتأكيد على أن مصر ليس لها دور تأمري في ضرب غزة فيأتي من يتكلم عن أتفاقية المعابر وأنها إتفاقية دولية على الرغم من أن الإتفاقية لا تلزم من لم يوقع عليها ومصر لم توقع على الإتفاقية وحماس كذلك فلم تلتزمون بها ؟؟؟؟

ثم أتي بدحلان ذلك الخائن الذي نعرفه جميعاً ونعرف جرائمه القذرة وخيانته البينة ليشمت بحماس في حوار طال وقته ولم يحظ به أي من الأطراف الفلسطينية الأخري على نفس البرنامج وجاء ليسخن الوضع على حماس متهما إياهم بأنهم هم من قتل الظابط المصري ويتهم حماس بأنهم هم من يمنعون الجرحى من العلاج بالقاهرة وأنهم هم من يقتل ويسفك الدماء وأنهم هم السبب فيما يحدث لغزة وليتحملوا وزر خطيئتهم التي هي عدم الإعتراف بإسرائيل وعدم التخلي عن المقاومة وتطهير غزة من العملاء أمثاله .

يقول ذلك ناسياً ما حدث ويحدث في الضفة من أعتقالات لقادة حماس والجهاد ويقول ذلك وفي الضفة يمنع عباس المظاهرات المستهجنة للعدوان على أبنائهم وإخوانهم من الفلسطينيين ولا يجد من يرده ممن كان يحاوره في إشارة واضحة على أن هذا ما يريده النظام المصري تدمير سمعة المقاومة متمثلة في حماس .

ولا ننسى من يقوم بفقرة الصحافة في البرنامج والذي قال واصفاً ما حدث على الحدود للظابط المصري الذي قتل عند فرار الفلسطينيين من القصف الإسرائيلي بأنهم تتار وغزاة هذا والله وصفه وأخذ يردده ويردد كلمات أحمد رجب الصحفى المشهور بأنهم تتار ثم يختم فقرته بأنهم إخواننا في فلسطين ؟؟؟!!! الكلام يتبدل بين ثانية وأخرى وعجبي ؟؟

ولا أنسى ما قاله ضيفه أن الفلسطينيين يقذفون من إسرائيل ففروا للإتجاه الخطأ فكان أولى بهم أن يفروا داخل أراضيهم ( قاصداً تلك الأراضي التي تحتلها إسرائيل ) ناسياً أن من كان يفر إنما هم أطفال وشيوخ ونساء لا يملكون سلاحاً ولا طعاماً وأن مصر كما تدعون هي الحمى الحامي للعروبة والإسلام فلم لا تحتضن هؤلاء النساء والشيوخ أم أعجبكم أن تروا خمس زهور لم ينبت لهم ريش بعد يقذفون ويقتلون وهم نائمون بمنازلهم .
سيادة العميد عمرو أديب
سيادة الشاويش أحمد موسى
سيادة العسكري حمدي رزق

لما لا تقولونها وبكل صراحة فليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم ولا يشغلونا فنحن عندنا ما يشغلنا حقاً ( عندنا أحتفال برأس السنة الهجرية والكريسماس وبحث تلك الأزمة الكبيرة في أولمبياد بكين وكيف سقط الزمالك أمام بني عبيد في كأس مصر فعندنا مشاكل لا حصر لها نريد أن نناقشها فلا تشغلونا بمشاكلكم حلوها وحدكم )

أتظنون أنكم بذلك تجملون صورة مصر ؟؟

بالأمس قال أحد ضيوفكم في البرنامج بأن مصر كبيرة وأن مصر عظيمة وأن مصر هي أرض الكنانة وأن مصر هي التي تدافع عن العرب جميعاً .

وأنا معكم في كل هذا نعم مصر هي أرض الكنانة وهي عظيمة وكبيرة وقديمة وكل ما تقوله صحيح ولكن .....
ولكن ليست المشكلة في مصر إنما المشكلة كل المشكلة فيمن يحكمون مصر .
المشكلة كل المشكلة في عصابة تحكمت بأمور البلاد والعباد .
المشكلة كل المشكلة في تلك العصابة .

هذه الصورة كما أراها فمن كان عنده توضيح لما أراه فليقل لي وإن كنت قد فهمت إعلامنا والموقف بصورة مخلوطة فليعدلها لي .

ليست هناك تعليقات: